أطلقت جمعية عين البيئة مبادرتها الرابعة تحت عنوان "المبادرة العربية للتعليم البيئي، تمكين بيئي مستدام"، وذلك برعاية وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والتضامن الاجتماعي، والبيئة في جمهورية مصر العربية، وبالتعاون مع الإدارة المركزية للتدريب بجهاز شؤون البيئة.
أوضحت د. رانيا فتحي أبو نعمة، الأمين العام للجمعية، أن هذه المبادرة تأتي استكمالاً لمسيرة ثلاث مبادرات سابقة، أبرزها الحوار الوطني للتغيرات المناخية عام 2022، ومبادرة الهيدروجين الأخضر عام 2024، لتشكل هذه المبادرة خطوة جديدة نحو بناء مستقبل عربي مستدام، يتماشى مع رؤى الدول العربية. لتأتي كلمة وزارة التخطيط المصرية التي ألقتها د. أميرة حسام نيابة عن معالي الوزيرة د. رانيا المشاط، واستعرضت فيها جهود الوزارة في تحويل الاستثمارات العامة إلى مشروعات خضراء، وإطلاق دليل معايير الاستدامة البيئية، ومبادرات توعوية مثل "سفراء التنمية المستدامة" و "القرية الخضراء"، التي تهدف إلى توطين أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الصحة البيئية وحماية الموارد الطبيعية. ليتم الانتقال لكلمة وزارة التضامن الاجتماعي عبر د. منال الحنفي، رئيس الإدارة المركزية للتنمية والاستدامة، مؤكدة أن الحركة التعاونية تمثل ركيزة للعدالة الاجتماعية، وأن الوزارة ستعمل بمجالات تعاونية جديدة لرفع مستوى المعيشة وتحقيق تكافؤ الفرص. الوصول إلى أكثر من 100 ألف فرد عربي عبر 60 محاضرة رقمية تفاعلية، مؤكدة أن الشراكة والتعاون هما مفتاح صناعة مستقبل بيئي أفضل.
حيث شهد اليوم الأول مداخلات متميزة من عدد من الشركاء العرب، منهم: م. عبد السلام جبر في اليمن، ومؤسسة مستقبل أخضر مستدام، وأيضاً د. فاطمة العبدلي في الكويت، وكبيرة اختصاصيي الصحة والسلامة وحماية البيئة. والسيد منيف سالم الشمري في الكويت، ومؤسس فريق "نحميها" التطوعي. وقد أكدوا جميعاً أهمية التعليم البيئي كأداة للتغيير المجتمعي، وضرورة إشراك كافة فئات المجتمع في هذا الحراك البيئي. كما جاءت كلمة د. أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة السابق، ليأكد أن التغيرات المناخية تاريخية، وأن الزراعة ليست سبب لها بل جزء من الحل. أما عن د. يسري أبو شادي، خبير الطاقة النووية، الذي تحدث عن دور الطاقة النووية في إنتاج طاقة نظيفة غير مسببة للاحتباس الحراري، وأهمية استخدامها في الدول العربية. ليشدد د. أشرف عمران، رئيس المجلس العربي للأمن المائي والغذائي، على ضرورة تحويل الوعي البيئي إلى سلوك يومي، كون البيئة عصب الحياة.
أما عن كلمة رئيس مؤسسة الماسة للإغاثة والتنمية د. محمود فاروق إبراهيم، الذي افتتح كلمته بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، مؤكداً أن المؤسسة تعمل في إطار الالتزام بالتنمية المستدامة التي تقرها الأمم المتحدة. وبصفته منسق للمبادرة في الجمهورية العربية السورية، عبر عن اعتزازه بالمشاركة، مشدد على أن التعليم البيئي لا يجب أن يكون حكراً على النخب العلمية، بل يجب أن يتحول إلى حراك مجتمعي شامل، تشارك فيه المراكز الثقافية والجمعيات الأهلية والناشطون المحليون. وأكد أن المجتمعات هي الحاضنة الحقيقية للمبادرات، وأن أولوياتنا تمثيل المبادرة في سورية من خلال إشراك الشباب والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية في برامج ميدانية توعوية تعزز ثقافة الانتماء البيئي والمسؤولية الجماعية.
وقد أشارت مسؤولة قسم الدراسات والأبحاث، أ. دانيا النابلسي إلى استعداد مؤسسة الماسة للإغاثة والتنمية للمشاركة الفاعلة في هذه المبادرة الرائدة، وأن التعليم البيئي يمثل أداة استراتيجية للتحول المجتمعي، خاصة في المناطق المتأثرة بالأزمات البيئية والإنسانية. وأضافت أن المؤسسة تؤمن بأهمية بناء جيل عربي واع وقادر على اتخاذ قرارات مستدامة وقيادة التغيير البيئي، مشددة على ضرورة دمج التعليم البيئي في السياسات العامة وربطه ببرامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي. واختتمت كلمتها بالتأكيد على التزام المؤسسة بدعم المبادرة ونشر مفاهيمها، وتوجيه الشكر للجهات المنظمة والداعمة، مشيرة إلى أن المؤسسة ستظل شريك فاعل في بناء مستقبل بيئي مستدام.
إننا في مؤسسة الماسة للإغاثة والتنمية، نرى أن هذه المبادرة تمثل منصة استراتيجية لتبادل المعرفة، وتحفيز الشباب والنساء على ابتكار حلول بيئية، وتعزيز التكامل الإقليمي، بما يتماشى مع اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة الأممية. ونؤكد أن التعليم البيئي هو بوابة نحو مستقبل عربي أكثر عدالة واستدامة، وأننا سنظل شريكاً فاعلاً في كل ما يخدم الإنسان والبيئة.